كتب : ربيع زهران
لقب الظاهرة أو الفينومينو هو لقب خاص ومتفرد بأسطورة الهجوم البرازيلية رونالدو لويس نازاريو دا ليما والذي بالنسبة للكثيرين من محبي ومتابعي كرة القدم أفضل مهاجم في التاريخ الكروي.
بعد اعتزال رونالدو ظهرت العديد من المواهب البرازيلية المميزة وتسابق الجمهور مع النقاد على إطلاق ألقاب وتوقعات لهم بأن ربما أحدهم سيكون ” الظاهرة ” الجديد ولكن دائماً التوقعات تكون أقل من المردود ويُصبح الأمر مجرد وهم.
الآن أعتقد الوهم أصبح حقيقة نوعاً ما وهناك بوادر أمل ” حقيقي ” تؤكد ظهور موهبة برازيلية حقيقية تستحق أن نُطلق عليها لقب ” الظاهرة ” خلال السنوات المُقبلة لو سلك الطريق الصحيح كلاعب كرة قدم.
جابرييل خيسوس من هو؟
جابرييل خيسوس مهاجم برازيلي شاب يبلُغ من العمر 19 عام بدأ مسيرته الكروية مع نادي بالميراس البرازيلي من مراحل الشباب عام 2013 وسجل في موسم واحد فقط 54 هدف في 48 مباراة مما دفع بالميراس لربط هذه الموهبة بعقد يمتد لخمس سنوات وبشرط جزائي بقيمة 30 مليون ريال برازيلي أي ما يقارب 8 مليون دولار.
أستمر توهج جابرييل خيسوس وسجل في موسم 2014-2015 مع فريق الشباب تحت 17 عام 37 هدف في 22 مباراة مما أجبر مدربي بالميراس على ضمه لقائمة الفريق الأول بالرغم من أنه لم يكمل عامه الـ18.
موسم 2015-2016 كان البداية الرسمية لجابرييل مع بالميراس فقد شارك في 20 مباراة – أغلبها كبديل – ونجح في تسجيل 4 أهداف وتقديم أداء مميز في كل مباراة بجانب مساهمته في الفوز بلقب كأس البرازيل بعد الفوز على سانتوس وتم منحه لقب أفضل لاعب صاعد في الدوري البرازيلي.
أعلن جابرييل خيسوس عن قدراته خلال الموسم الحالي فهو حالياً أفضل لاعب في الدوري البرازيلي بلا منازع فهو يحتل صدارة هدافي الدوري البرازيلي بتسجيله 10 أهداف في 13 مباراة بجانب 4 أهداف سجلهم في 5 مباريات ببطولة الكوبا ليبارتادورس.
لماذا يستحق لقب ” الظاهرة ” ؟
ببساطة جابرييل خيسوس يمتلك كل مواصفات المهاجم الفذ فهو يستطيع فعل كل شيء وأي شيء أمام المرمى وفي أي مدافع يقوم بمواجهته فهو يمتلك مهارة فردية مميزة ويراوغ لاعبي الخصوم ببساطة شديدة كأن ما يفعله شيء بسيط.
بالرغم من قصر قامته وجسده البنيان الضئيل إلا أنه يستطيع الالتحام مع أي لاعب والتفوق عليه بسرعته ورغبته القتالية في الملعب وبعيداً عن أن مركزه مهاجم صريح إلا أنه دائماً ينطلق من الخلف ويتواجد على جانبي الملعب سواء في الأيمن أو الأيسر ويتوغل وينطلق بسرعة الصاروخ فهو يمتلك السرعة والـ Dribbling اللذان يجعلا عملية إيقافه شيء مستحيل على أي مدافع.
ميزة مهمة يمتلكها جابرييل خيسوس كمهاجم وهى أنه لاعب لديه القرار الصحيح أمام المرمى فهو لا يستعرض مهاراته إلا للحاجة لتسجيل الأهداف ولديه الحس الذكي في وضع الإنفراد تحديداً وهذه ميزة المهاجمين الكبار عدم التشتت والثقة في القدرات ثم التسديد بدون المبالغة.
باختصار هو موهبة ملفتة للنظر لما يقدمه في الملعب وتستحق هذه الموهبة اللعب مع أكبر الأندية في العالم لأنه يمتلك كل المقومات لأن يُصبح واحد من أفضل نجوم العالم في كرة القدم إن لم يُصبح الأفضل يوماً ما.
طريق ” الظاهرة ” المستقبلي
رونالدو بدأ حياته الاحترافية في أوروبا ببداية مميزة مع بي أس في إيندهوفين الهولندي ثم التوهج مع برشلونة ومرحلة الإبداع مع نادي إنتر ميلان الإيطالي ولكن مع التقدم الكروي الحالي عن عصر رونالدو الأمور أصبحت أسهل بالنسبة لجابرييل.
عملاً بالمبدأ الأمريكي ” cut the middle names “ أي لن تكون هناك خطوات بدائية أو وسطية له للوصول لفرق القمة فحالياً ناديي برشلونة و ريال مدريد هم الأقرب للتعاقد مع جابرييل خيسوس بأرقام قد تصل لـ20 أو 30 مليون يورو وبالتالي فسيستطيع خيسوس صاحب الـ19 عام فقط السير على درب طريق الظاهرة وصناعة ظاهرة أخرى كروية من نفس الأندية التي شهدت هذا النجاح.
ما رأي ” الظاهرة ” في جابرييل خيسوس؟
أستضاف الظاهرة رونالدو في منزله جابرييل خيسوس ووجه له نصائح كثيرة بجانب تعبيره عن إعجابه الكبير بموهبته الكروية وتأكيده بأنه سيكون له شأن كبير كروياً وأنه قادر على أن يكون مثله في كرة القدم.
” أنا أرى العديد من النقاط المتشابهة في طريقة اللعب بيننا فهو لديه السرعة والقوة والعمر الصغير وبالتالي عليه تحمل المسئولية ليصبح مثلي لأنني أحب ما يفعله ولو قدر له وتخطى أرقامي الكروية وأنا أتوقع ذلك فسأكون سعيد بذلك لأنه سيقوم بإسعاد الشعب البرازيلي الذي عاني كثيراً خلال السنوات الأخيرة”.
ووجه رونالدو كلمات شخصية لجابرييل خيسوس قائلاً ” ألعب وكن سعيداً واستمتع بكرة القدم وبعد ذلك سيطلب منك المدربين أشياء معينة لتقوم بقعلها ولكن الأهم أن تستمتع بالكرة وتضع في أولويتك تسجيل الهدف لأن هذا ما يريده الجمهور”.
جابرييل خيسوس ربما يكون المنقذ والأمل للشعب البرازيلي لإعادة تاريخ كروي مميز لأبناء السيلساو بعد انهيار خلال السنوات الأخيرة على مستوى الكرة البرازيلية فردياً وجماعياً أو سيكون مثله مثل مواهب كثيرة لمعت في بداية توهجها في البرازيل وبعد ذلك أنطفئ بسرعة ولكن الأمل في أنه يكون المختار بأن يكون ” الظاهرة ” الجديد الذي يعيد البرازيل للمجد.